(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين سيدنا محمد إمام النبيين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,
.
.
قال الشاعر:
كل الحوادث مبدؤها من النظر .... و معظم النار من مستصغر الشرر
و المرء ما دام ذا عين يقلبها .... في أعين الغير موقوف على الخطر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها .... فعل السهام بلا قوس و لا وتر
يسـر ناظـره مـا ضـر خاطـره .... لا مـرحبا بسـرور عـاد بـالضـرر
هكذا هي الأمور تبدأ بنظرة, فالنظرة الفاحشة مُنشأةٌ لسوء النية, فالأعمال تقاس بالنيات كما قال النبي عليه الصلاة و السلام " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى..... " رواه مسلم و البخاري في صحيحهما.
ارتأيت هذا العنوان لموضوعي للترهيب و الابتعاد عن إحدى العادات السيئة فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه لله أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة. غض البصر يقع في محلان, غض البصر عن العورة و غض البصر عن محل الشهوة أو عن كل مثير للشهوة أو كما يقال عن كل زينة باطنة تثير صاحب النظرة و يقع في مصيدة الشيطان.
قد ينطبق ذات الأمر على الصور الرمزية و التواقيع لبعض الأعضاء لأني أجد أن المبرر الأول لمنعها من قبل الإدارة هي معارضتها للدين و خدشها للحياء و ثانياً إثارتها للشهوة, حتى على مستوى ما يكتب من قبل بعض العضوات في الشعر و المقالات الأدبية بإستخدامهن لكلمات صريحة و مباشرة كـ "حبيبي" و "أتعبتني" و غيرها من الكلمات التي لا يجب أن تكون في هذا الموضع و أمام شريحة كبيرة و مختلفة من الناس فهناك الصالح و الطالح و الطيب و الخبيث.
قال تعالى" قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * و قل للمؤمنات يغضضن أبصارهن و يحفظن فروجهن " صدق الله العظيم
في الآية الكريمة خاطب الله الجنسين الذكر و الأنثى بغض البصر و حفظ الفروج, لأني كما أسفلت بأن النظر طريق للمحظور و سبيل للذنوب و لهذا عقب الله تعالى حفظ الفرج بعد الأمر بغض البصر.
الإفراط في النظر إلى المحرمات يوقع صاحبه في محاذير كثيرة منها:
1- مخالفة الله تعالى.
2- الوقوع في الزنا و اللواط.
3- الإستهانة بالمنكر المنظور إليه ( لأن التلذذ بالنظر إلى المنكر لا يبعد إن يتلذذ بفعله).
4- انتكاس الأمزجة و فساد القلب و تبدل الفطر.
أعلم أني لن أردع الناس من هذه الآفة بهذا الموضوع و لن أغير حالهم إلى الأفضل بأسلوبي و لكني أسأل العلي القدير أن ينفعني و ينفعكم بخير ما كتبت و يقيكم من شرور ما صنعت فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان.
و السلام خير ختام.